تقع مغارة الحليب على رأس منحدر من الجهة الجنوبية الشرقية من كنيسة المهد، وقد ذكرت باسمها الحالي في القرن الثالث عشر. المغارة مزخرفة بسخاء، وهي مكرسة للسيدة العذراء، ويقال أنها بنيت على يد القديسة باولا عام 404 في القرن الخامس. وهناك من يقول أنها بنيت على يد الصليبين ولكنها دمرت عام 1349-1353. وذكر الراهب برنارد عام870، انه بالقرب من كنيسة الميلاد والى الجنوب تجد كنيسة الشهداء والأطفال الأبرياء، و أن من هذا الموقع ننزل الى حقل الرعاة، مما يعني أن مغارة الحليب قديما كانت مدافن أطفال مجزرة هيرودس. كانت المغارة معروفة قبل دخول الصليبين، وكان فوقها كنيستان احدهما باسم القديس نقولا في عام 1494 ولا يزال من بقاياها بعض الفسيفساء والجدران. وفي عام1838جرت على المغارة بعض التعديلات، وحفرت لوحة حجرية على يمين المدخل أمام الكنيسة. وفي عام 1872 أثناء قيام الآباء الفرنسيسكان بالبناء ظهرت آثار دير من عهد الصليبين وبقايا من فسيفساء الكنيسة القديمة ومن الجدران وأيضاً على عدة قبور. |
|
وقد انتشرت قصة تساقط الحليب عندما أرضعت مريم ابنها في المغارة وهي في طريقها إلى مصر، فتحول صخرها الى كلس ابيض، وانتشرت العادة بأن يؤخذ بعض من ترابها تبركاً إلى بقاع الأرض وساد اعتقاد ان تناول المرضعات المسيحيات والمسلمات بعضاً من ترابها يجعل حليبهنّ غزيراً وأطلق عليه (حليب العذراء). وقد أخذ جيرالد الثالث أسقف بيت لحم قطعة من المغارة إلى معسكر الملك بالدوين الثالث أثناء محاصرة مدينة عسقلان عام1123. ويقام في هذه الكنيسة عيد انتقال العذراء للسماء في تاريخ 15 آب من كل عام. وفي عام1935 تبرع المهندس عيسى عبد الله حزبون وزوجته نذرًا إكراما للسيدة العذراء، حيث بنو في مدخل الكنيسة الأقواس والزخارف، وزينوا الدرجات التي ينزل منها إلى المغارة بالزخارف الصدفية، وقدموا خمسة مقاعد خشبية يتسع كل واحد منها لجلوس ستة أشخاص، ويقام القداس فيها في معظم أعياد السيدة العذراء، كذلك يقام في الساحة صلاة الاستسقاء من أجل هطول المطر. |